لم اعد احتمل ضجيج الحوارات اللتي لطالما دارت في خلدي… لم اعد احتمل صراخ النداء اللذي تسترسله الكتابة في وجهي وعلى مسامعي… لم اعد احتمل الكم الهائل من مواثيق الوعود اللتي وعدت بها من قبل الكتابة في سبيل ان توقف الصراعات اللتي بداخلي.

لم اعد احتمل رجاء القلم ووجوده من حولي على الطاولة, في الحقيبة, ملقى على الأرض, على المكتب,او ممسكة به في قبضتي.

لم اعد احتمل شكل الورق واختلافه وتشابهه وتودده لي بحروفه.

ها انا اكتب لاني خلت ان الكتابة ربما ان تكون الدواء بل الترياق لنفسي , لذاتي, لعقلي …حتى يعدون جميعهم الى السكون.

 لا شيء أخر وجود هذه المدونة بين يديكم سوى كسلي وعجزي الشديدين في رفع القلم وفتح مذكرتي رغم وجودهما تحت وسادتي…في كل ليلة و عندما يحين النوم يصدف الوقت اللذي ينشأ فيه ذلك الصراع الليلي… اما ان يكون صراع قديم او اخر بحلة جديدة…ذلك هو نفس الوقت اللذي افكر فيه باستئناف الكتابة … هو ذاته الوقت اللذي يستنزف فيه الصراع بداخلي اخر قطرة من طاقة رغبتي الكتابية… ادرك ان قوة جذب الصراع هي اكبر بكثير من قوتي الكتابية… استسلم حينها واخلد الى النوم.

واخيرا, في موعد ما ومكان ما بعيدا عن الوسادة … استطاعت قوة الكتابة الفوز على العجز والكسل اللذان لطالما باغتاني وها انا اراني اصف حروفي حتى تبدو كلماتي فيرى بها ما بعقلي.